القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الأخبار

مفهوم الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص والعلاقة بينهما

مفهوم الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص والعلاقة بينهما


مفهوم الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص والعلاقة بينهما


مقدمة:

يعتبر الديداكتيك، أو علم التدريس، أحد الفروع الأساسية لعلوم التربية، يركز على تحليل أساليب وطرق التدريس، وتنظيم العملية التعليمية من أجل تحقيق أهداف التعلم بشكل فعال. ينقسم الديداكتيك إلى قسمين؛ الديداكتيك العام الذي يهتم بالمبادئ الأساسية والعامة للتدريس، و الديداكتيك الخاص الذي يركز على استراتيجيات و طرق التدريس لكل مادة دراسية معينة. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص ، والعلاقة بينهما، ونبين أهميتهما في تحسين جودة التدريس.

1. مفهوم الديداكتيك:

الديداكتيك مصطلح قديم، مشتق من الكلمة اليونانية " DIDAKTIKOS " التي تعني كل ما يتعلق بالتعليم أو التدريس والتربية. ومنه الفعل" DIDASKEIN" الذي يعني درّس و علم و أرشد. لقد تم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في سياق التعليم كمرادف لفن التدريس. وقد عرّف عدد من العلماء هذا العلم، ومنهم "كومينيوس" في كتابه "Didactica Magna" وصف هذا العلم بأنه فن لنقل المعرفة وتوصيلها، مشيراً إلى أنه يتجاوز فن التدريس ليشمل أيضاً فن التربية.

إذا فالديداكتيك هو العلم الذي يهتم بطرق وأساليب التدريس بهدف تحسين جودة العملية التعليمية التعلمية، ويعتني بكيفية تقديم وتبسيط المعرفة العالمة وفقا لمستوى وخصائص المتعلمين، مع مراعاة الأهداف التعليمية والوسائل التعليمية و البيداغوجية المناسبة.

2. الديداكتيك العام

أ. تعريفه:

يتناول الديداكتيك العام كافة الجوانب المشتركة في تدريس المواد المختلفة، مع التركيز على العناصر التي تربط بين هذه المواد، مثل استراتيجيات وأساليب التدريس، وطرائق التقويم و التقييم، والمناهج وأهدافها وغاياتها أو مراميها . كما يشمل أدوات وأساليب التدريس التقليدية و الحديثة، بما في ذلك الوسائط السمعية والبصرية والموارد الرقمية. ويعتمد علم الديداكتيك العام في دراسته على الأساليب العلمية وتطبيق نتائجها. ومن خلال بعض التعريفات، يبدو أن علم الديداكتيك العام يستخدم كمدخل لفهم أسس العملية التعليمية، بما في ذلك: التعاقد الديداكتيكي و النقل الديدكتيكي ، والظواهر المتعلقة بالتعلمات ، هذه العناصر مشتركة في علم الديداكتيك المواد بشكل عام .
كخلاصة؛ الديداكتيك العام يهتم بالمبادئ العامة واستراتيجيات التدريس، بغض النظر عن المادة. ويهدف إلى فهم كيفية تنظيم علم التدريس، وتحليل التفاعل بين المدرس والمتعلم و المعرفة (المثلث الديداكتيكي)، بالإضافة إلى دراسة طرق التدريس وأساليب التقويم

ب. مكونات الديداكتيك العام.

يتكون من خمسة عناصر رئيسية وهي:

  • المدرس:
لا يقتصر دور المدرس على نقل المعلومات فقط، بل يمتد إلى التخطيط والتدبير والتقويم، بالإضافة إلى توجيه وتحفيز المتعلمين. ويعتمد المدرس على استراتيجيات وطرق التدريس متنوعة وحديثة تتناسب مع أنماط التعلم المختلفة، مع مراعاة الفروقات الفردية لدى الفئة المستهدفة .
  • المتعلم:
يعتبر المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية، لذا يجب مراعاة مستواه المعرفي واحتياجاته واهتماماته، بحيث المتعلم (غالبا) يتفاعل مع المحتوى التعليمي، من خلال الأنشطة الملائمة التي تدعم و تعزز الاستيعاب و الفهم السليم لديه.
  • المادة (المعرفة):

يجب تنظيم المادة بشكل منطقي لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ويتم تقديمها بطرق متعددة وحديثة، بما في ذلك الأنشطة الصفية والمحاضرات والتعلم الذاتي (الذي يعتمد فيه المتعلم على نفسه).

  • استراتيجيات التدريس:

تشمل التعلم القائم على حل المشكلات، بالإضافة إلى التعلم التعاوني والتعلم بالاكتشاف، حيث تعتمد على اختيار طرق التدريس المناسبة لتحقيق الأهداف المرغوبة.

  • التقويم:

يهدف إلى تقييم مدى تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة، ويتضمن ثلاثة أنواع: التقويم التشخيصي الذي يكون في بداية الحصة، والتكويني(المرحلي) الذي يتم أثناء عملية التعلم، والختامي(الاجمالي) الذي يتم في نهاية الحصة.

3. الديداكتيك الخاص( La didactique spéciale )

أ. تعريفه:

يهتم الديداكتيك الخاص بتخطيط عملية تدريس مادة دراسية معينة، فنقول على سبيل المثال: ديداكتيك مادة التربية الإسلامية، و ديداكتيك اللغة العربية، و ديداكتيك علوم الحياة والأرض، و ديداكتيك الاجتماعيات، و ديداكتيك الرياضيات،... لذلك، يركز الديداكتيك الخاص بكل مادة من مواد التدريس ، علاوة على ذلك فهو يهتم بمنهجية تدريس المادة بأساليب تربوية مناسبة ، مع مراعاة الجوانب المعرفية والنفسية (الابستمولوجي والسيكولوجي) لعملية التعلم والتعليم. كما يتم إيلاء اهتمام خاص لعملية النقل الديداكتيكي، بالإضافة إلى المهارات والقدرات والإمكانات التي يجب اكتسابها وتعلمها في كل مادة دراسية.
الديداكتيك الخاص هو فرع من الديداكتيك العام يركز على أساليب تدريس كل مادة دراسية وفقًا لخصائصها، كما يهدف إلى تحديد استراتيجيات تعليمية وطرق التدريس تتناسب مع طبيعة المادة ومتطلبات المتعلمين، مع التركيز على كيفية تقديم المفاهيم وتجسيدها بشكل عملي.

ب. أهمية الديداكتيك الخاص :

أنه يسمح بتكييف أساليب التدريس مع طبيعة كل مادة، ويساعد المدرس على اختيار الأنشطة المناسبة لتحسين و تعميم الفهم والاستيعاب، ويساعد على تنمية مهارات المتعلمين.

4. العلاقة بين الديداكتيك العام والخاص:

بين الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص علاقة تكامل وترابط وانسجام فلا يمكن الفصل بينهما، فالديداكتيك العام يوفر القواعد والأسس التربوية التي تنظم عملية التدريس بشكل عام، أما الديداكتيك الخاص فيطبق هذه المبادئ على كل مادة بما يتفق مع خصوصياتها، ويتوقف نجاح العملية التربوية على تحقيق التوازن بينهما لضمان تدريس فعال وملائم للمواد الدراسية المختلفة.

5. أهمية الديداكتيك في تحسين التعليم:

يلعب الديداكتيك دورا في بالغ الأهمية في تحسين جودة العملية التعليمية، حيث يساهم في تنمية مهارات التفكير النقدي من خلال استخدام تقنيات وطرق التدريس حديثة ومتنوعة تعتمد على الاكتشاف . كما أنه يعمل على تعزيز التعلم النشط من خلال إشراك المتعلمين في بناء الدرس ومناقشته مما يعزز تفاعلهم مع المادة. علاوة على ذلك، يساعد الديداكتيك على تحسين جودة التدريس من خلال تقديم المعرفة بطريقة تتناسب مع مستويات المتعلمين المختلفة، مما يسهل استيعابهم للمعلومات المقدمة. كما أنه يساعد المدرس على تحسين أدائه المهني ويبدع في مادته أكثر، مما يساهم في تحقيق نتائج جيدة.

خاتمة:

إن الديداكتيك العام والديداكتيك الخاص هما ركيزتان أساسيتان في تحسين جودة التدريس و إقامة نظام تعليمي فعال وناجح. فمن خلال فهم المبادئ العامة للتعليم وتطبيقها على المناهج الدراسية على وجه التحديد، يمكن تحسين تجربة التعلم وتحقيق نتائج تعليمية متفوقة. لذلك، إن إلمام و فهم الديداكتيك  العام والديداكتيك الخاص والعلاقة بينهما، أمر ضروري لأي مدرس يرغب في تحسين أدائه المهني أو مترشح مقبل على مباراة التعليم يطمح في مزاولة مهنة التدريس.

هي مدونة تربوية تهدف إلى تقديم محتوى حصري ومفيد في مجالات التربية والتعليم، تشمل علوم التربية والديداكتيك للمقبلين على اجتياز الكفاءة المهنية، ومباريات التعليم. أيضا كل ما يهم الأستاذ والتلميذ، في إطار التوجيه، وتقديم النصائح التربوية الفعالة، والدعم التربوي الهادف.

تعليقات

التنقل السريع