الفرق بين البيداغوجيا و الديداكتيك و المقاربة

مقدمة:
يعتبر مجال التربية والتعليم من المجالات الرئيسية التي ترتكز على مفاهيم مترابطة و دقيقة، كلها تهدف إلى تحسين جودة التعليم و تحقيق الأهداف التعليمية بفعالية. ومن هذه المفاهيم : البيداغوجيا و الديداكتيك والمقاربة ، هي مصطلحات تستخدم غالبا و بشكل واسع في مجال التربية و التعليم ، إلا أن لها معاني و وظائف مختلفة داخل المنظومة. في هذا المقال، نبين الفروقات بين هذه المفاهيم الثلاثة، مع توضيح دور كل منها ، وعلاقتها ببعضها البعض.
1.البيداغوجيا:
- التعريف:
البيداغوجيا تتكون من كلمتين ( في الأصل اليوناني) "PEDA" تعني الطفل، و كلمة "AGOGE" تعني التوجيه أو القيادة ، والبيداغوجيا تهتم بالطرق والأساليب التي يستخدمها المدرس لنقل المعرفة إلى المتعلمين.
- خصائصها:
ترتبط بتطوير نظريات التعلم ، وتشمل استراتيجيات وأساليب التدريس المختلفة ، كما تهتم بالعلاقة بين المدرس والمتعلم والمحتوى التعليمي.
- أمثلة على بعض البيداغوجيات:
-بيداغوجيا الخطأ: تؤكد أن الخطأ نقطة انطلاق لكسب المعرفة ، وتركز على تدخلات المدرس في تعزيز المحاولة و الخطأ.
-بيداغوجيا الفارقية: تؤكد على دور المتعلم في بناء المعرفة من خلال تنويع الطرق و الوسائل التعليمية التعلمية من طرف المدرس.
-بيداغوجيا حل المشكلات: تعتمد على مبدأ تفعيل المتعلم، إذ تضعه أمام مشكلة مستوحاة من واقعه المعاش( محيطه الاجتماعي والثقافي)، مما يدفعه إلى استدعاء تمثلاته و موارده للبحث عن حل مناسب.
2.الديداكتيك:
- التعريف:
الديداكتيك هو العلم الذي يركز على كيفية تدريس المواد ، من خلال تطوير المناهج واختيار الأساليب والطرق المناسبة وتخطيط للأنشطة التعليمية التعلمية بشكل فعال.
- مميزات الديداكتيك:
-الديداكتيك ينقسم إلى نوعين: ديداكتيك عام ؛ يدرس المبادئ العامة للتدريس. ديداكتيك خاص؛ يركز على استراتيجيات التدريس لكل مادة على حدة.
-يركز على التفاعل بين المدرس والمتعلم والمادة الدراسية.
-يركز على المادة و على طرق تقديمها بشكل مبسط.
3. المقاربة
- التعريف:
هي رؤية عامة تركز على قواعد مأخوذة من نظرية معينة، هدفها تنظيم وتخطيط العمليات للوصول إلى هدف معين. و في مجال التعليم هي الطرق و الأساليب والتقنيات التي يتناول بها المدرس مادته، لتنظيم وتنفيذ العملية التعليمية التعلمية من أجل الوصول إلى الأهداف المرغوبة.
- بعض الأمثلة للمقاربات:
-المقاربة بالمضامين (المحتويات): هي مقاربة قديمة تركز على المعرفة المنقولة و الجاهزة إلى المتعلم .
-المقاربة بالكفاءات : تركز على المتعلم كعنصر أساسي و تهدف إلى تنمية مهاراته وقدراته لاستثمارها في حل الوضعيات، بدلاً من التركيز على التلقين.
-المقاربة بالأهداف: هذه المقاربة كانت قبل " المقاربة بالكفايات" تركز على الأهداف التي حددت مسبقا من طرف المدرس ، بمعنى أخر المدرس عند دخوله الفصل الدراسي يكون قد وضع الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
-تعتبر الهدف أداة قابل للقياس حيث يصاغ بطريقة إجرائية.
- تهمل المتعلم و تبعد اهتماماته فهو بمثابة عنصر سلبي (غير حاضر) عليه أن يقبل كل هدف مسطر من قبل .
- مقاربة تهتم بنجاحات المتعلمين في الامتحانات فقط لا النجاح في حياتهم.
ختاما، يمكن تلخيص الاختلافات بين هذه المصطلحات ( البيداغوجيا ،و الديداكتيك ، والمقاربة) على الشكل التالي:
البيداغوجيا تركز على استراتيجيات التدريس والتفاعل بين المدرس والمتعلم، بينما الديداكتيك يركز على كيفية تنزيل و تقديم المادة (المحتوى التعليمي) بطرق مختلف تراعي الفروقات الفردية، في حين تحدد المقاربة الاسلوب و الاتجاه العام للعملية التعليمية للوصول إلى الأهداف المسطرة. بين كل هذه المفاهيم علاقة تكامل و ترابط (تكمل بعضها البعض) وتساهم معا في ضمان وتحسين جودة التربية و التعليم ، وتحقيق الأهداف التعليمية التربوية، علاوة على ذلك تساعد فهم هذه الاختلافات المدرسين على تحسين أدائهم المهني و تحسين أساليب التدريس وتعزيز التفاعل داخل الفصول الدراسية.
تعليقات
إرسال تعليق