القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الأخبار

نشأت المدرسة السلوكية في الولايات المتحدة كرد فعل على النظريات النفسية السابقة التي ركزت على التفسيرات العقلانية البحتة للسلوك، مثل الغرائز والشعور والإرادة والتفكير.

 ركزت هذه المدرسة على مفهوم السلوك في علاقته بعلم النفس، واعتمدت بشكل أساسي على القياس التجريبي، ورفضت المنهج الاستبطاني الذي يعتمد على التأمل في الذات الداخلية، لأنها لا تخضع للملاحظة والقياس.

اعتمدت المدرسة السلوكية المنهج التجريبي، واستخدمت التجارب على الحيوانات لفهم السلوك البشري. وكان العالم جون واتسون الذي أسس هذا الاتجاه عام 1913 من أبرز رواد المدرسة، حيث تأثر بأعمال العالم الروسي بافلوف. اعتبر واتسون السلوكية علم النفس الوحيد، وساواه بعلوم الحيوان وعلم وظائف الأعضاء والكيمياء. بالنسبة لبافلوف، ركزت السلوكية على دراسة الأفعال السلوكية بشكل مباشر.

ظهر لاحقًا سكينر، المولود عام 1904 في بنسلفانيا، والذي تأثر بكتابات واتسون وبافلوف. التحق ببرنامج الدراسات العليا في جامعة هارفارد، حيث أجرى تجارب على الفئران، ونشر نتائجه في كتابه "سلوك الكائنات الحية" عام 1938. واصل أبحاثه في جامعة مينيسوتا، حيث ميز بين نوعين من السلوك:

-السلوك الاستجابي: رد فعل الكائن الحي تجاه البيئة.

-السلوك النشط: تأثير الكائن الحي على البيئة من خلال أفعاله.

كما ساهم ثورندايك في مفهوم قانون التأثير، الذي يربط بين التعزيز وتقوية العلاقة بين المحفز والاستجابة. ومن خلال هذه المفاهيم، ظهرت مصطلحات مثل التعزيز، وتكوين السلوك، وانقراض السلوك.

-1طبيعة ومفاهيم المدرسة السلوكية:

تعتمد المدرسة السلوكية على مجموعة من المفاهيم الأساسية:
-التعلم: سلوك الفرد يتغير (شبه دائم).
-السلوك: مجموعة من الاستجابات للمثيرات الخارجية، حيث يتم تعزيز السلوك المدعوم وتثبيته، بينما تقل احتمالية السلوك غير المدعوم.
-المثير والاستجابة: ينتج التغير السلوكي عن الاستجابة لمثير خارجي.
-التعزيز والعقاب: بناءً على تجارب ثورندايك، يتم تعزيز السلوك بالمكافآت، مما يقويه، بينما العقاب يقلل من احتمالية تكراره.

-2مبادئ النظرية السلوكية:

تعتمد النظرية السلوكية على المبادئ التالية:
-السلوك مكتسب: يمكن تعلم معظم السلوكيات البشرية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مما يسمح بتعليم السلوكيات الإيجابية أو تعديل السلوكيات السلبية.
الدافعية: هو شرط أساسي للتعلم لا يمكن الاستغناء عليه ، حيث يحفز المتعلم على توجيه سلوكه نحو إشباع ميولاته و احتياجاته.
المثير والاستجابة: أي سلوك هو استجابة لمثير محدد.
-الاستجابة الصحيحة: تنشأ عن مثير إيجابي يؤدي إلى سلوك بناء متوافق مع المثير.
-الاستجابة غير المناسبة: تنشأ عن مثير سلبي يؤدي إلى سلوك غير متوافق.
تعتبر السلوكية من أبرز المدارس التي ساهمت في فهم وتفسير السلوك الإنساني، ومن أشهر روادها بافلوف، وواتسون، وسكينر، وباندورا، وثورندايك، وجوثري.
التعزيز والممارسة
يتم تعزيز السلوك الإيجابي وتثبيته من خلال تعزيز الاستجابة الإيجابية لمثير معين، مما يزيد من احتمالية تكرار السلوك وتطبيقه في المستقبل عند مواجهة مثير مماثل.

-3 الافتراضات الأساسية للنظرية السلوكية:

تعتمد النظرية السلوكية على مجموعة من الافتراضات الرئيسية، أبرزها:
يتأثر السلوك البشري بعوامل متعددة، سواء كانت داخلية (متعلقة بالفرد) أو خارجية (من البيئة المحيطة ، الوقع المعاش).
-السلوك المعزز أكثر عرضة للتكرار من السلوك غير المعزز.
-يمكن ملاحظة السلوك البشري وقياسه وتقييمه عمليًا وفقًا لمعايير محددة.
-السلوك الإنسان، إيجابيا أم سلبيا ، يبقى سلوك مكتسب عن طريق التعليم والتعلم، في المقابل هناك إمكانية التعديل للسلوكيات الغير الطبيعية وذلك باستخدام النظرية السلوكية.
-لا ينشأ سلوك الأفراد بالضرورة من نفس العوامل، وقد تنتج نفس التأثيرات استجابات مختلفة لدى أفراد مختلفين أو حتى لدى نفس الفرد في ظروف مختلفة.
-تطبيقات التدخل الصفي
إن تكتيكات التدخل السلوكي سهلة التطبيق في بيئات التعلم، ومن أبرزها:
أولاً: التدخل البيئي:
· إزالة المثيرات المشتتة.
· توفير المثيرات المناسبة التي تدعم السلوك المرغوب.
· إبعاد المتعلم عن المواقف غير المناسبة.
· توفير نموذج سلوكي إيجابي يستطيع المتعلم محاكاته.
ثانياً: التحكم في عواقب السلوك:
· تعزيز السلوكيات الإيجابية باستخدام إجراءات التعزيز أو التغذية الراجعة.
· تقليل السلوكيات غير المرغوبة بإيقاف التعزيز.
· استخدام العقاب كوسيلة لإخماد السلوكيات غير المناسبة.
· تحديد الاهداف وتقييمها
· مكافأة المتعلم بإعطائه الفرصة لممارسة نشاط مفضل كتعزيز إيجابي للسلوك المرغوب.
ثالثاً: ضبط النفس:
تدريب المتعلمين على تحديد أهدافهم وإدارة بيئتهم بشكل فعال لتحقيق السلوك المرغوب، باستخدام مبادئ النهج السلوكي في التعامل مع الذات والآخرين.

4-أنواع التعلم حسب النظرية السلوكية

-التعلم الشرطي:
يحدث نتيجة ربط مثير طبيعي غير مشروط بمثير محايد، مما يجعل المثير المحايد يكتسب قوة المثير الطبيعي وينتج نفس الاستجابة.
-التعلم الإجرائي:
أكد سكينر أن السلوك الإجرائي هو سلوك إرادي من المرجح أن يتكرر إذا تبعه نتائج إيجابية أو تعزيز.
-التعلم بالملاحظة:
هو اكتساب الفرد لاستجابات جديدة من خلال ملاحظة سلوك الآخرين والتفاعل مع المواقف الاجتماعية.

5- التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية:

لضمان التعلم الفعال يجب توافر الشروط التالية:
-الدافعية للتعلم:
وجود الدافعية أمر أساسي في عملية التعلم، وأفضل البيئات التعليمية هي تلك التي تحفز هذه الدافعية لدى المتعلمين.
-مراعاة عامل النضج:
يجب أن تكون العملية التعليمية متوافقة مع مستوى نضج المتعلمين لضمان أقصى استفادة.
-الممارسة والتعلم المدرسي:
· تحديد الإشارات التي تساهم في استرجاع الاستجابات المستهدفة.
· تنظيم الأنشطة والخبرات العملية لتحفيز السلوكيات المرغوبة وتحقيق الأهداف التعليمية.
· توفير بيئة تعليمية مناسبة تمكن المتعلمين من الاستجابة بشكل صحيح حتى في غياب المحفزات المباشرة مع توفير التعزيز المناسب للاستجابات الصحيحة.
· تقسيم المهام إلى وحدات صغيرة لضمان قدرة المتعلمين على إكمالها بسهولة مما يزيد من نسبة تحقيق النتائج المرجوة.
· توفير التعزيز المناسب في الوقت المناسب لكل متعلم حسب احتياجاته.
· تخصيص وقت كاف لضمان قدرة المتعلم على أداء المهام التعليمية بنجاح.
· تسلط النظرية السلوكية الضوء على دور البيئة والتعزيز في تعديل وتطوير السلوك مما يجعلها أحد الركائز المهمة في تصميم استراتيجيات التعليم والتعلم.
ذ . رضوان بوطويل
هي مدونة تربوية تهدف إلى تقديم محتوى حصري ومفيد في مجالات التربية والتعليم، تشمل علوم التربية والديداكتيك للمقبلين على اجتياز الكفاءة المهنية، ومباريات التعليم. أيضا كل ما يهم الأستاذ والتلميذ، في إطار التوجيه، وتقديم النصائح التربوية الفعالة، والدعم التربوي الهادف.

تعليقات

التنقل السريع