القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الأخبار
تعتبر النظرية البنائية (أو التكوينية) من أهم النظريات التي أحدثت تحولاً عميقاً في الأدب التربوي الحديث، وخاصة مع إسهامات جان بياجيه. وبالاستفادة من دراساته المتميزة في علم نفس نمو الطفل، قدم بياجيه مبادئ ومفاهيم معرفية حديثة ساهمت في تطوير الممارسات التربوية.

1-مفهوم البنائية:

تنص نظرية البنائية على أن التعلم الحقيقي لا يعتمد على حفظ المتعلم وتكراره للمعلومات، بل يعتمد على عملية البناء الداخلي للمعرفة. ويتم ذلك تحت تأثير البيئة والمجتمع، لأن كل متعلم لديه طريقة معينة في استيعاب المعلومات. وتعبر البنائية عن أن "المعرفة يتم بناؤها بنشاط من قبل المتعلم وليس اكتسابها بشكل سلبي من البيئة".
أبرز منظري البنائية:
· جان بياجيه
· جون ديوي
· فيجوتسكي
· إرنست فون جلاسرفيلد

1. المفاهيم المركزية لنظرية التعلم البنائية:

-التكيف: يعتبر هدف التطور النمائي ويعني تحقيق التوازن بين البيئة والذات بهدف التخلص من حالات الاضطراب.
-الاستيعاب: دمج المعرفة والمهارات في النسيج المعرفي حتى تصبح جزءًا مألوفًا.
-التلاؤم: التكيف مع البيئة بهدف تحقيق التوازن بين المواقف الداخلية والبيئة الخارجية.
-ضبط الذات: قدرة الذات على التغلب على الاضطرابات.
-التوازن: النتيجة النهائية التي تحقق الانسجام.
-العمليات الإجرائية: تنمو المعرفة جدليًا من خلال الأنشطة العملية الملموسة.
-التمثيل والوظيفة الرمزية: التمثيل هو بناء صورة معرفية للعالم باستخدام الرموز مثل اللغة واللعب.
-مخططات الأفعال: الخطة هي نمط سلوكي منظم يستخدم لتحقيق أهداف معينة.

2. مبادئ التعلم في النظرية البنائية:

· يبني المتعلم المعرفة من خلال النشاط والمشاركة.
· يؤثر الفهم المسبق على تعلم المعرفة الجديدة.
· المعرفة تعتمد على الخبرة.
· بناء المعنى هو عملية ذاتية تتم داخل البنية المعرفية للمتعلم.
· المعرفة يخلقها المتعلم، وليست منفصلة عنه.
· المعرفة هي "عملية" وليست "نتيجة".
· التعلم مرتبط بالنمو التنموي.
· الخطأ ضروري للتعلم.
· الفهم شرط أساسي للتعلم.
· التعلم يعتمد على الخبرة، وليس التعلم.
· التعلم يتجاوز الاضطرابات.

3. التطبيقات التربوية للبنائية:

تركز التطبيقات التربوية لنظرية التعلم البنائية على الممارسات التربوية التي تعزز مشاركة المتعلم في بناء معارفه بشكل نشط، وتستند إلى فهم العمليات النمائية والعقلية التي يمر بها المتعلم، ومن أبرز هذه التطبيقات:
1. تعزيز التعلم النشط والمشاركة الفعالة:
تشجيع المتعلمين على التفاعل مع بيئتهم المحيطة، من خلال الأنشطة العملية والتجريبية.
اعتماد أساليب التعلم التي تعتمد على الاكتشاف وحل المشكلات بدلاً من الحفظ والتلقين.
2. تكوين المفاهيم والعلاقات:
مساعدة المتعلم على بناء المفاهيم والتحكم في العلاقات بين الظواهر بدلاً من تلقيها جاهزة.
تحفيز المتعلم على التفكير النقدي لفهم العلاقات بين المعلومات.
3. الانتقال من الملموس إلى المجرد:
· التركيز على التعامل مع الأشياء الملموسة والواقعية في المراحل المبكرة، ثم الانتقال تدريجياً إلى التجريد.
· استخدام الأدوات الملموسة والتجارب العملية لتوضيح المفاهيم المجردة.
4. تشجيع التعلم الذاتي:
· تدريب المتعلم على الاعتماد على نفسه في البحث عن المعرفة.
· تزويد المتعلمين باستراتيجيات تمكنهم من تنظيم تعلمهم ذاتياً.
5. التعامل مع الأخطاء كمصدر للتعلم:
· اعتبار الأخطاء خطوة طبيعية في عملية التعلم.
· مساعدة المتعلم على تحليل الأخطاء وتصحيحها مما يساهم في بناء معرفة أكثر دقة.
6. ربط التعلم بالخبرات الشخصية:
استخدام الخبرات السابقة للمتعلم كأساس لفهم المعرفة الجديدة.
دمج الأنشطة التعليمية مع البيئة الاجتماعية والثقافية للمتعلم لتعزيز التعلم.
7. تنمية التفكير الاستنتاجي:
تدريب المتعلمين على استخدام التفكير الافتراضي والاستدلال المنطقي لحل المشكلات.
تعزيز القدرة على التفكير الرياضي والمجرد بما يتماشى مع مراحل النمو.
8. خلق بيئة تعليمية داعمة:
خلق بيئة تعليمية مليئة بالتحديات والمشكلات التي تحفز التفكير.
توفير الموارد والأدوات التي تساعد المتعلمين على استكشاف المعرفة بأنفسهم.
9. تنمية المهارات الإجرائية:
تعزيز المهارات العملية المتعلقة بالمادة التعليمية، مثل إجراء التجارب العلمية أو حل التمارين الرياضية.
10. بناء ثقافة الاستكشاف:
· تحفيز المتعلمين على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات.
· دعم الأنشطة التي تشجع على الاستكشاف والإبداع.
11. تنظيم التعلم وفقًا للمراحل التنموية:

  • تصميم الأنشطة التعليمية بما يتناسب مع المرحلة التنموية للمتعلمين وفقًا لمبادئ بياجيه.
  • دور المعلم في التطبيقات التربوية:
  • أن يكون ميسرًا للعملية التعليمية، ويوجه المتعلم دون تقديم حلول جاهزة.
  • توفير بيئة تعليمية تشجع على التجريب والاستكشاف.
  • تعزيز التفكير النقدي وتشجيع المناقشة بين المتعلمين.

تدور التطبيقات التربوية لنظرية التعلم البنائية حول تمكين المتعلم من أن يكون محور العملية التعليمية، من خلال توفير بيئة تعليمية تحفزه على التفكير والتجريب، مع تبني استراتيجيات تشجع التعلم الذاتي والإبداع .

ذ . رضوان بوطويل

هي مدونة تربوية تهدف إلى تقديم محتوى حصري ومفيد في مجالات التربية والتعليم، تشمل علوم التربية والديداكتيك للمقبلين على اجتياز الكفاءة المهنية، ومباريات التعليم. أيضا كل ما يهم الأستاذ والتلميذ، في إطار التوجيه، وتقديم النصائح التربوية الفعالة، والدعم التربوي الهادف.

تعليقات

التنقل السريع