القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث الأخبار

أنواع البيداغوجيات المعتمدة في التعليم

أنواع البيداغوجيات المعتمدة في التعليم

مقدمة:

يعتبر نظام التعليم من الأنظمة التي شهدت تطورا ملحوظا في مجال البيداغوجيا، حيث يعتمد على مجموعة من المقاربات التربوية الحديثة لمواكبة التغيرات التربوية وتحقيق جودة التعلم. وتعتمد البيداغوجيا على مجموعة من الاستراتيجيات والأساليب التي تهدف إلى تحسين عملية التدريس وضمان استيعاب المتعلمين للمعارف والمهارات بشكل فعال. وفي هذا المقال، سنتعرض أهم  البيداغوجيات المعتمدة في التعليم ، ونبين خصائصها، و دورها الفعال في تحسين عملية التعلم.

1-البيداغوجيا التقليدية:

-تعريفها:

تعتمد هذه البيداغوجيا على أسلوب التلقين، حيث يعتبر المدرس هو المصدر الرئيسي للمعرفة، بينما ينحصر دور المتعلم في التلقي والحفظ فقط، وبالتالي دور المتعلم يكون سلبي وغير فعال في بناء المعارف.

-خصائصها:

  • تعتمد على الحفظ و التكرار والاسترجاع كوسيلة للتعلم.
  • التركيز على المدرس كمصدر أساسي للمعلومات أكثر من المتعلم.
  • يتلقى المتعلم المعلومات دون تفاعل أو مجهود.
  • يعتمد التقويم على الاسترجاع للمعلومات المباشرة عن طريق الاختبارات الكتابية.

-الانتقادات:

  • تجعل عملية التعلم غير محفزة ومملة.
  • لا تأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية بين المتعلمين.
  •  تقلل من فرص التفاعل كالمشاركة الصفية والإبداع في بناء المعرفة.

2. البيداغوجيا الفارقية ( بالفرنسية La Pédagogie Différenciée )

-تعريفها:

تركز هذه البيداغوجيا على مراعاة الفروقات الفردية للمتعلمين من خلال تنويع أساليب وطرق التدريس والأنشطة التعليمية التعلمية، مما يجعل دور المتعلم إيجابي عكس التقليدية.

-مميزاتها:

  • تعتمد على تحليل احتياجات المتعلمين وتكييف المقررات الدراسية مع مستواهم و ميولاتهم التي تساعدهم على التحصيل الايجابي.
  •  استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب الملائمة لأنماط التعلم المختلفة (السمعية، البصرية، الحسية الحركية).
  •  تقويم متنوع يراعي تقدم كل متعلم حسب مستواه ( مما يسمح بقياس تقدم أو تأخر في التحصيل).

- تطبيقها:

هذه البيداغوجيا تطبق بشكل خاص في المواد التي تتطلب التدرج في الفهم ، مثل اللغات و الرياضيات. --كما تستخدم في برامج الدعم التربوي لمساعدة المتعلمين على التغلب على صعوبات التعلم.

3- بيداغوجيا المشروع ( بالفرنسية La Pédagogie du Projet)

-تعريفها:

تعتمد على إشراك المتعلمين في تنفيذ وإنجاز مشاريع تعليمية و تربوية ، مما يساعد على تعزيز مهارات البحث والتحليل والتعاون.

-المميزات:

  • يتم التعلم من خلال أنشطة واقعية مرتبطة بحياة المتعلم.
  • تطوير مهارات البحث وحل المشكلات والمواقف.
  • تعزز العمل التعاوني و الجماعي.

-التطبيق:

يتم استخدامها في المواد العلمية و الاجتماعية، حيث يتم دعوة المتعلمين إنجاز مشاريع بشكل جماعي وأحيانا بشكل فردي. كما يتم اعتمادها في الأندية التعليمية والمبادرات المدرسية.

4-بيداغوجيا التعاقد:

- تعريفها:

تعتمد بيداغوجيا التعاقد على تنظيم العلاقة التربوية من خلال اتفاقية تعليمية تبرم بين المدرس والمتعلم. تحدد هذه الاتفاقية الأهداف التعليمية والمهام المطلوبة ومعايير التقييم، مما يساهم في إرساء إطار واضح ومسؤولية مشتركة في جميع العمليات.

-مزايا بيداغوجيا التعاقد :

  • تشجع المتعلم على تحمل المسؤولية وتنظيم وقته وجهده انطلاقا من الأهداف المحددة. سابقا.
  • تقلل من الغموض في العملية التعليمية ويساعد على تقليص الفجوة بين ما يتم تدريسه وما يجب تحقيقه -تحسن التفاعل بين المدرس والمتعلم، مما يؤدي إلى بيئة تعليمية أكثر تفاعلا وتحفيزا.

- التحديات:

قد يحتاج المدرس إلى مهارات عالية لوضع العقود وتحديد أهدافها مع مراعاة احتياجات المتعلمين. كذلك قد يواجه بعض المتعلمين تحديات في تحمل المسؤولية الكاملة، مما يتطلب مراقبة دقيقة وتدخلات تصحيحية.

5-بيداغوجيا حل المشكلات:

- تعريفها:

بيداغوجيا حل المشكلات هي منهجية تدريسية تركز على تقديم مواقف واقعية أو محاكاة للمشاكل التي قد يواجهها المتعلمون في حياتهم اليومية. وتعتبر هذه المشكلات وسيلة فعالة لتعزيز التفكير النقدي والإبداعي لأن المتعلمين يشاركون بشكل فعال في استكشاف الحلول مما يساعد على تطوير مهاراتهم التحليلية.

-مميزاتها :

  • تساعد على تحسين قدرة المتعلم على التحليل واتخاذ القرارات المناسبة، وتنمية مهارات التفكير النقدي لديه.
  • تعزز فهم المفاهيم الدراسية من خلال تطبيقها في سياقات عملية (ربط النظري بالتطبيقي) ، مما يجعلها أكثر ترسيخا في الذاكرة.
  • تسمح للمتعلمين بأن يكونوا مشاركين نشطين في عملية التعلم بدلاً من مجرد متلقين للمعلومات.

-التحديات:

  • يتطلب من المدرس إعداد وضعيات مناسبة التي توازن بين مستوى الصعوبة والدافعية، وهذا يحتاج إلى تخطيط دقيق.
  • قد يواجه بعض المتعلمين صعوبة في التعامل مع المشكلات المعقدة بسبب تفاوت في مستواهم ، مما يتطلب دعما إضافيا ومجهود أكثر.

6- البيداغوجيا النشيطة ( بالفرنسية (La Pédagogie Active

-تعريفها:

بيداغوجيا تجعل المتعلم فاعلا في عملية التعلم من خلال أنشطة تركز على الاكتشاف والبحث.

-الخصائص:

  • تشارك المتعلم و يتفاعل بشكل نشط في بناء التعلمات وليس متلقي فحسب.
  • تركز على التعلم من خلال الاكتشاف و التجربة.
  • تستخدم تقنيات مثل: العصف الذهني، الألعاب التربوية و العمل الجماعي.
  • التطبيق:
  • تطبق على نطاق واسع في المواد العلمية و التكنولوجيا الحديثة.
  •  تعتمد برامج حديثة تشجع على المشاركة والتفاعل.

7- بيداغوجيا الإدماج (الكفايات) (La Pédagogie de l’Intégration)

-تعريفها:

تهدف إلى تمكين المتعلم من دمج معارفه في سياقات واقعية وتطبيقها في حياته اليومية.

-مميزاتها:

  • تربط التعلم بالواقع اليومي المعاش للمتعلم .
  • تعتمد على التقويم التكويني المستمر.
  •  تركز على تطوير المهارات بدلاً من الاقتصار على المعرفة النظرية.

-التطبيق:

  • يتم اعتمادها في المناهج التي تؤكد على المقاربة بالكفاءات و المهارات.
  • يتم تطبيقها في الدعم التربوي وفي برامج التقويم.

8-بيداغوجيا الخطأ (La Pédagogie de l’Erreur)

- تعريفها:

الأخطاء جزء أساسي من عملية التعلم في هذه البيداغوجا ، حيث يتم استخدامه كفرصة لتحسين الأداء وتعزيز الفهم.

-خصائصها:

  • تعتبر الأخطاء فرصة مهمة للتعلم وليس فشلا أو تعثر سلبي.
  • تحلل الأخطاء وتصحح بشكل إيجابي و تفاعلي.
  • تعزز ثقة المتعلمين بأنفسهم.

-تطبيقها:

يتم تطبيقها في جميع المواد وخصوصا في الرياضيات و اللغات، حيث يتم دراسة الأخطاء الشائعة وتحليلها ثم تصحيحها بطريقة إيجابية وبشكل بناء .

9-بيداغوجيا اللعب:

-تعريفها:

هو منهج تعليمي تربوي يركز على استخدام أنشطة اللعب كوسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية، وتحسين مهارات المتعلمين ويتيح لهم اكتساب المعرفة من خلال الخبرة والتفاعل مع بيئتهم، بدلا من الاعتماد على الأساليب التقليدية التي تركز على التلقين والمعلومات الجاهزة . هذه البيداغوجيا طورها كل من " بياجيه و فيغوتسكي" حيث أكدوا على أن التعلم يحدث بشكل فعال عندما يتاح للمتعلم بيئة محفزة و ملائمة.

- أهم خصائصها:

  • اللعب يحفز خيال المتعلمين ويشجعهم على التعبير الكامل بحرية عن أفكارهم ومخيلاتهم
  • تحفز التفكير النقدي والإبداع لدى المتعلمين.
  • تطور المهارات الاجتماعية للمتعلم مع الآخرين والتعاون وحل المشكلات من خلال اللعب الجماعي.
  • تعزز التعلم النشط بحيث يشارك المتعلم بشكل فعال في أنشطة اللعب
  • تساعد المتعلم على ربط النظري بالتطبيقي بتجارب في واقعه ، مما يحسن الفهم وتثبيت المعارف في ذاكرته.

-مزايا بيداغوجيا اللعب:

  • تقليل الضغوطات النفسية
  • وخلق بيئة تعليمية محفزة
  • تعزيز الذاكرة والفهم العميق للأشياء وتسهيل استرجاعها لاحقا.

10- البيداغوجيا المعكوسة (La Pédagogie Inversée)

-تعريفها:

يعتمد على تبادل الأدوار بين المدرس والمتعلم، حيث يدرس المتعلم المادة و يطلع عليها مسبقا (من خلال الوسائل المتاحة )، ثم يتم تخصيص وقت للمناقشة والتطبيق العملي.

-مميزاتها:

  • تركز على الاعداد القبلي للمادة (التعلم الذاتي) قبل التطبيق.
  • تحسين التفاعل داخل الفصل الدراسي من خلال الأنشطة العملية التطبيقية.
  • استخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة للتعلم.

-تطبيقها:

  • يتم تطبيقها في المدارس الخاصة وفي بعض المدارس التجريبية.
  • بدأت تنتشر في إطار التعليم عن بعد و التعليم بالتناوب و المدمج.

خاتمة:

يعتمد النظام التعليمي على مجموعة متنوعة من البيداغوجيات الحديثة التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم و وضع المتعلم في قلب العملية التعليمية. وعلى الرغم من تحديات تطبيق هذه البيداغوجيات في الواقع ، إلا أنها تظل ضرورية لتحسين النتائج التعليمية و تحقيق التعلم الفعال، وتعزيز استقلالية المتعلم وتعزيز قدرته على تحمل المسؤولية، وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وتشجيعه على مواجهة التحديات الحقيقية والسعي إلى حلول مبتكرة، وفي سياق التعليم الحديث، يمكن الجمع بين هذه البيداغوجا لتوفير بيئة تعليمية ملائمة تعمل على إعداد أجيال قادرة على التكيف والتفاعل مع متطلبات العصر .

هي مدونة تربوية تهدف إلى تقديم محتوى حصري ومفيد في مجالات التربية والتعليم، تشمل علوم التربية والديداكتيك للمقبلين على اجتياز الكفاءة المهنية، ومباريات التعليم. أيضا كل ما يهم الأستاذ والتلميذ، في إطار التوجيه، وتقديم النصائح التربوية الفعالة، والدعم التربوي الهادف.

تعليقات

التنقل السريع