نصيحة تربوية: أخي الأستاذ، أختي الأستاذة، تجنب(ي) ترك تلاميذك بمفردهم في الفصل.
إن مغادرة المدرس للفصل الدراسي، سواء كان ذلك اختياري أو اضطراري، كالتحدث مع أحد الزملاء ، أو قضاء غرض إداري، أو استخدام المرافق الصحية أو أداء الصلاة..، تاركا وراءه تلاميذه بمفردهم داخل الفصل، وقد يستعين أحيانا بأحد التلاميذ للحفاظ على النظام والهدوء، معتقدا أن ذلك أمر طبيعي، ولن يكون له أي أثر سلبي عليه أو على تلاميذه. لكن العكس صحيح ، قد يؤدي هذا التصرف إلى مخاطر حقيقية داخل الفصل، وتحديات عديدة تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية ، وقد تؤدي بالأستاذ إلى عواقب غير محمودة. في هذا المقال سنوضح أكثر هذا الأمر ونقدم نصائح تربوية؛ من خلال بيان بعض السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث عند مغادرة المدرس الفصل، وبيان بعض العواقب، ونختم المقال بالحلول التي يمكن اتخاذها.
1- بعض السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث داخل الفصل:
- قد يبدأ التلاميذ في الدردشة مع بعضهم البعض، أو الانخراط في أنشطة غير تعليمية، مثل استخدام الهواتف الذكية، أو يستغل بعض منهم الفرصة للتمرد و مخالفة القواعد المتفق عليها في بداية السنة (المسمى بميثاق القسم)، خاصة إذا شعروا بعدم وجود رقابة صارمة، مما قد يؤدي إلى مخاطر حقيقية داخل الفصل .
- قد يستغل بعض الجادّين منهم الوقت للعمل على واجباتهم المدرسية أو مناقشة الدرس مع زملائهم، قد يظلّون منخرطون، ولكن بدون إشراف دقيق مما قد يزيد من إحباطهم ويؤثر على أدائهم.
- إذا كان الفصل يعاني من الاكتظاظ، قد يشعر بعضهم بالتوتر والإهمال أو عدم الارتياح بسبب خروج المدرس، خاصة الذين لا يعرفون كيف يتصرفون بمفردهم عندما يغادر المدرس الفصل.
2- العواقب المحتملة:
- قد يخضع المدرس للمساءلة القانونية عن أي ضرر قد يلحق بتلاميذه ، خاصة إذا لم يتم اتخاذ تدابير وقائية مسبقة. ويعتبر الفصل 85 مكرر من "قانون الالتزامات والعقود المغربي" واضحا في هذا الأمر، يمكنكم الاطلاع عليه.
- عند مغادرة المدرس بشكل مفاجئ، يفقد المتعلمون القدرة على التركيز والاستمرار في الدرس، مما قد يؤثر سلبا على عملية التعلم، ويؤدي إلى انخفاض تفاعلهم معه عند عودته إلى الفصل.
- من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض المدرسين تكليف متعلم أو متعلمة بمهمة حراسة الفصل، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي للأسف إلى ظهور سلوكيات سلبية، مثل: انتشار الكراهية والحقد والتنمر، بالإضافة إلى جانب نشوب الخلافات بينهم، مثل الانتقام والاعتداء الجسدي داخل الفصل، و قد يصل إلى تصفية الحسابات خارج أسوار المؤسسة. لذا، فإن أي ضرر قد يحدث سيكون المدرس وحده المسؤول عنه نتيجة إهماله.
3- الحلول التي يمكن اتخاذها:
- تجنبوا مغادرة الفصل أثناء الدرس، من الأفضل استغلال فترات الاستراحة أو الفواصل بين الحصص لقضاء الأغراض، وذلك للحفاظ على تركيز المتعلمين وضمان حسن سير الدرس.
- الالتزام بالقانون الداخلي للمؤسسة، و بقواعد القسم لتجنب الوقوع في المحظور، وأن تكون جميع تصرفات المدرس داخل المؤسسة وفي علاقته مع التلاميذ مؤطرة بقانون.
- إذا اضطر المدرس مغادرة الفصل الدراسي لفترة قصيرة ، فيمكنه في هذه الحالة إعداد أنشطة مسبقة للمتعلمين للقيام بها لتحقيق الاستفادة من وقت الدراسة وتجنب الفراغ ، مثل: إكمال التمارين أو نقل الدرس من السبورة..، مع توعدهم باتخاذ إجراءات صارمة بعد العودة (كمراقبة الواجبات مع تفعيل ورقة التنقيط..)،و إذا كان غياب المدرس متكررا أو طويلا، فيجب اتخاذ إجراءات احترازية أكثر، كالتواصل مع الادارة لتكليف من يحرس التلاميذ.
ختامًا،
عزيزي الأستاذ، عزيزتي الأستاذة، احرص(ي) على عدم ترك تلاميذك بمفردهم في الفصل، خاصة دون تخطيط مسبق أو اتخاذ إجراءات احترازية مناسبة، فقد يترتب على ذلك نتائج غير مرغوبة. لذلك، من المهم تقديم الدعم والمراقبة المستمرة لضمان بيئة تعليمية فعالة، والحفاظ على الانضباط، وتجنب أي اضطرابات قد تؤثر سلبًا على سير العملية التعليمية أو على مسيرتك المهنية.
تقبلو هذه النصائح التربوية البسيطة، وبارك الله في مجهوداتكم، وحفظكم من كل سوء.
تعليقات
إرسال تعليق